مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/12/2021 04:04:00 م

 الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة

- الجزء الثاني - 

الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة
الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة


كنا قد بدأنا في " الجزء الأول " من مقالنا الحديث عن سبب اختيار الله تعالى لمكة دوناً عن كل بقاع الأرض لتكون مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الإسلامية الخالدة....

وأجبنا عن سؤالين من الأسئلة التي تراود الكثير ممن يقرأ السيرة النبوية العطرة .

وسنكمل ...


ثالثاً: اختيار الله العرب أن يكونوا سفراء الرسالة:


1. لأنهم كانوا يتمتعون بصفات تميّزهم عن غيرهم 

كالكرم والفصاحة بالسليقة ـ بطبيعتهم الفطرية ـ والوفاء بالعهد..ويمضون في سبيل العزائم ويركبون لأجلها المخاطر إلى الكثير من الصفات المتأصّلة والممزوجة بهم.


2. كانوا يتمتعون بصفة التديّن والشّوق الدّائم إلى الدّين..

وما |الوثنيّة |إلّا امتداداً فاسداً لحبهم الشديد لله تعالى..فهذا| الحب| الخاطئ أدّى إلى تعلّقات وأوهام وخرافات فاسدة..وكذا أيّ حبّ بطريقةٍ خاطئةٍ.


3. هم قومٌ ذوو قلوبٍ محبّةٍ..

فكثيراً ما كان خطابهم بعد| الإسلام |( بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ) ولم يكن حبّهم كلاماً..وإنّما كان |حقائق| و|ترجمات| فعليّة في البذل والتضحية والتفيير والتبديل لدى أبسط توجيه من |النبيّ صلى الله عليه وسلّم|.


4. أنّ| العرب| في جزيرتهم يحملون إحساساً رفيعاً بالجمال..

وفي أشعارهم ماينبؤ عن مستوى عالٍ من التذوّق و|الإحساس| الجمالي و|الموهبة |الرّفيعة.


5. |إذا كان لكلّ أمّة عطاءٌ إلهيٌّ من المواهب|

فإنّ موهبة العرب الأولى هي المقدرة الّلغويّة و|البلاغة|..وهذا أمرٌ ضروريٌّ لأن| القرآن الكريم |نزل بلغتهم وهو قمّة البلاغة العربيّة.



رابعاً: اختيار الله تعالى قريشاً:

لأنهم كانوا سادات مكّة وأفصح العرب لساناً والعرب قاطبة يتمنون أن يحذوا حذوهم..أي يمشوا ممشاهم..


خامساً: حكمة الله في بعث نبيّ جديد:

لأنّ الأوضاع في وقتها كانت في قمّة| الفساد |..فقد تعددت |الديانات |حينها في| الجزيرة العربيّة| وتسرّبت إليها |اليهوديّة |مع من هاجر من |يهود فلسطين |الذين كانوا يألّهون| سيدنا عزير| ..

و|النّصرانيّة |عن طريق| الأحباش |و|الرّومان| والذين كانوا يألّهون| سيدنا عيسى| بن مريم..

والمجوسيّة عن طريق |الفرس| الذين كانوا يألّهون النار..

وكان |الشرك| والوثنيّة هو دين الغالبيّة من العرب أيّام |الجاهليّة|..

وقلّةٌ قليلةٌ من الموحّدون الأحناف الذين رفضوا الوثنيّة واتّبعوا ماتبقّى لهم من ملّة أبيهم| إبراهيم عليه السلام|..

ودرجة الفساد العالية التي وصل إليها الإنسان في عصر البعثة المحمّديّة أكبر من أن يقوم لإصلاحها مصلحون معلّمون من أفراد النّاس..

بل يحتاج انقلاباً شاملاً وبعثاً جديداً..لا لفئةٍ بعينها بل للإنسانية بأكملها..وما تراكم على صدرها من أنقاض الجاهليّة وركام الوثنيّة عبر القرون والأجيال مسؤوليّةً عظيمةً ورسالةً ربّانيّة لا يقدر عليها سوى نبيٌّ مرسلٌ مؤيّدٌ بوحي السماء ومسدّدٌ بكلمة الله..

نبيٌّ أعدّته العناية الإلهيّة خصّيصاً على عينها واختارته لتلك المهمّة العظيمة..


مهما يكن..في نهاية المطاف..الله أعلم حيث يجعل رسالته..فأنزل |الإسلام| دينٌ عربيٌّ عالميٌّ ونزل القرآن بعالميّته منذ البداية وأكبر مثال حيث قال عز وجلّ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}الأنبياء:107


وسنرى معاً إخوتي كيف شاءت الأقدار وأضاء الكون نور ولادته صلى الله عليه وسلم وكان حقّاً رحمةً للعالمين..


☀️بقلم شمس الدين العمري 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.